--------------------------------------------------------------------------------
ترجع النحافة إلى ثلاثة أسباب هي سوء التغذية واضطراب الغدد الصماء والحالة النفسية. فأما عن سوء التغذية فهي تنشأ عن عدم تكامل الوجبة الغذائية في كل وقت من أوقاتها، وعدم احتواءها على العناصر المطلوبة وهي البروتينيات التي توجد في اللحوم والأسماك والبيض ثم المواد النشوية والتي توجد في الخبز والأرز والمكرونة، والمواد الدهنية وهي مجودة في الزبد والمسلى والزيت، والأملاح والفيتامينات وتتوفر في الفواكه والخضراوات،إما عن اضطراب الغدد الصماء فإن أهم غدة من بينها تؤثر في وزن الإنسان هي الغدة الدرقية والمسماة بغدة الاحتراق إذ أنها إذا كانت نشيطة أكثر من اللازم فإنها تقوم بوظيفتها بصورة غير طبيعية ولذلك تحرق كل المواد الغذائية التي يتناولها الشخص وفي حالة عدم توفر هذه المواد فإنها تحرق ما هي في حاجة إليه من الجسم نفسه وأي مظهر لنشاط هذه الغدة يتمثل في وجود النحافة التي تتبعها أمراض أخرى، والاضطرابات العصبية الزائدة على الحد، وسرعة ضربات القلب القلب، وجحوظ العينين في بعض الحالات، وكثرة العرق، وفي هذه الحالة يجب أن يبادر الشخص بعلاج نفسه، إذ قد تسوء حالته بمرور الوقت ولا يعوض نحافته الملحوظة ما قد يتناوله من طعام مهما كانت كميته .
ونأتي بعد ذلك إلى سبب النحافة الثالث الذي يتمثل في الحالة النفسية إذ أن الصدمة العصبية تفقد الشخص شهيته فيعزف عن الطعام نتيجة تأثير هذه الصدمات على مركز الشهية في المخ، بالإضافة إلى تأثيرها على الغدة فوق الكلوية التي تفرز الهرمونات وهي التي تساعد على الهضم، ولكن في مثل هذه الحالة لا تجد ما تقوم به فتتأثر بالطبع ويتأثر جسم الإنسان وهناك نوع من النحافة أيضاً ينتج عن اضطرابات في الجهاز الهضمي كالدودة الشريطية أو الطفيليات كالإسكارس أو الدوسنتاريا وفي هذه الحالات فإن الشخص مهما تناول من طعام فإنه لا يستفيد منه.
وتعرض النحافة صاحبها للأمراض أكثر من غيره كما تصيبه بعقد نفسية تنع** على بعض تصرفاته ولا يوجد دليل أكيد على أن للوراثة دخلاً في الإصابة بها، وإنما هناك توارث للعادات الغذائية - كما هي الحال بالنسبة للسمنة- إلا إذا كانت الوراثة عن طريق الغدة الدرقية، ويمكن التخلص من النحافة بكل تأكيد ويتطلب هذا الالتزام بالمواعيد في تناول الطعام، فالجسم السليم يجب أن يزود بثلاث وجبات في اليوم، حيث إن الطعام بعناصره الغذائية المختلفة يمد الجسم بحاجته المطلوبة وهو لا يستفيد منها إلا إذا كانت مواعيد الأكل ثابتة فعلاً، فللجسم إفرازات كثيرة تتم في مواعيد ثابتة قريبة من مواعيد الطعام، فإن لم تجد حاجتها من المواد الغذائية فإنها تمتص من تكون الجسم نفسه ومن هنا كانت ضرورة المحافظة على مواعيد ثابتة للطعام .
وهناك إلى جانب ذلك طريقتان للعلاج إحداهما تتم بالعلاج البطيء وهو طبي بالأدوية وتنتج عنه زيادة في الوزن قدرها ثلاثة كيلو غرامات في الشهر، والطريقة الثانية يطلق عليها (العلاج الوهمي) وهي تتم عن طريق توريم الشخص النحيف أي منحه سمنة وهمية أساسها اختزان الماء في الجسم ولكن بمجرد الامتناع تماماً عن استعمال الوصفات البلدية من لأجل الحصول على السمنة فهي قد تكون غنية بالمواد الغذائية ولكن يكون لها أيضاً رد فعل ع**ي على الجسم نتيجة تركيبها أو طريقة إعدادها.
هاقد وصلنا إلى نهاية الرحلة مع مشكلتين تؤرقان حياة العشرات بل والآلاف من الكبار والصغار وأملنا أن نكون قد وضعنا النقاط على الحروف، من أجل حياة هانئة، وصحة وافرة وعمر مديد، لهؤلاء الذين تؤرق حياتهم السمنة والنحافة
منقول من أجل الاستفادة